لا يمكن أن يهديك أحد إلى الله
إلا الله نفسه
يبعث لك الرسالة تلو الرسالة
...و الدعوة وراء الدعوة
يأخذ بيدك إليه
و يقربك منه
و ما عليك بعد ذلك سوى الثبات
و لكن هل الثبات بهذه السهولة ؟
كان أكثر دعاء سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم :
يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
الثبات أهم قواعد الإيمان ..
...
قد يثبت لديك الإيمان بوجود الله بواسطة العقل و المنطق
و قد تؤمن بالغيبيات كالقدر و الملائكة امتثالا لأمر الله
و قد تؤدى الفرائض و تنتظم
و لكن كيف تثبت ؟؟
كيف تمشى على حبل رفيع
ممكن ف أى لحظة تسقط
ان لم تنتبه جيدا
حب الله هو الذي يثبتك
فلا تكون الطاعات روتينية تأدية واجب فقط
بل هو شوق و حب
اعتقد أن الثبات صعب خاصة في تلك الآونة التي نمر بها
من بحار الشهوات الجارفة
و محاربة الدين من كل الاتجاهات
و عندما تغير وجهتك في الحياة
و لا تجد من يكون بجانبك
لا تجد من يؤازرك
و يمضى معك إلى الطريق الصحيح
و تصبح آرائك و أفكارك غريبة و متخلفة و متشددة
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
طوبى للغرباء
قيل و من هم الغرباء يا رسول الله
قال ناس صالحون في ناس سوء كثير
من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم .
هنا أرى الثبات صعبا
و لكن الله يستحق منا أكثر من هذا
ليس لان الصحابة و الصالحون فى سابق الزمان عانوا أكثر مننا
و ليس فقط انتظارا لنعيم الجنان
و لكن الأهم من اجل الله
من أجل الوصول إليه
القرب منه
التنعم بحبه
الشعور بالأمان تحت ظل جناح رحمته
تلك جنة الدنيا
أما جنة الآخرة
فهو اللقاء المنتظر
لذة النظر لوجه الله عز وجل
و رفقة النبي محمد صلى الله عليه و سلم
و آله و صحابته و الصالحين
ألا يستحق ذلك الصبر و الثبات
فإذا أنت في بداية الطريق إلى الله
فاستعن به
و اتخذ صحبة صالحة
و إن لم تجد
فكفى بالله بجوارك
و هو حسبك و نعم به من وكيل
و أما إذا كنت على الطريق الصحيح
فاحمد الله كثيرا على تلك النعمة
و احذر عليها من الضياع
فقد تضيع إذا لم تنميها
و شعرت بان ذلك من المسلمات في حياتك
و تنساب من بين يديك كالماء و أنت لا تشعر.
في النهاية اسأل الله لي و لكم
جنة الدنيا و الآخرة
و الثبات على حب الله
رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]