قبل أيام من حلول عيد الأضحى المبارك، شهدت شوارع الإسكندرية فجر أول من أمس معركة فريدة من نوعها، بين تشكيل عصابي تخصص في سرقة خراف الأضاحي الحية من شوادر الجزارين، لبيعها بأسعار زهيدة للمواطنين.
فتحت غبشة الفجر توجه زعيم التشكيل ويدعى أسامة عبد العليم، 30 عاما، مستقلا سيارة نصف نقل، على متنها أربعة من أتباعه، وتتبعه سيارة أخرى نصف نقل لاستخدامها في حال كثرة عدد الخراف، التي احترف سرقتها من الشوادر في هذا التوقيت من كل عام.
توقفت السيارتان أمام شادر كبير مملوك لأحد أكبر الجزارين بمنطقة القباري، غرب الإسكندرية، بعد أن راقبوه على مدى يومين، وبدأ أعضاء العصابة في حمل الخراف على متن السيارتين بشكل عنيف جعلها تئن وتطلق صيحاتها.. لكن تصادف مرور المدعو رشاد حسن، 48 عاما، وهو جزار وصديق لصاحب شادر الخراف الذي يدعى أحمد محمود حسن وزميل له، بعد أن استرعى انتباهه أصوات الخراف العالية بصورة غير معتادة.
ارتاب الجزار في الأمر، خاصة عندما نظر في الوجوه التي تقوم بحمل الخراف على السيارتين، فلم يجد فيهم صديقه الجزار صاحب المكان، فسأل عنه، إلا أن أفراد العصابة تلعثموا في الرد وهرولوا مسرعين بالسيارتين، وعلى متنهما الخراف.
على الفور هاتف الجزار صديقه وأخبره بما شاهده بالشادر. وفي غضون دقائق كان الجزار صاحب الخراف المسروقة قد وصل إلى حيث تقاطع طرق بشارع قناة السويس ومعه 3 سيارات محملة بالجزارين من أصحابه والعاملين لديه، وبعد مطاردات مثيرة تمكنوا من قطع الطريق على السيارتين اللتين تحملان الخراف ومحاصرتهما والقبض على أعضاء العصابة.
وفي نيابة محرم بك اعترف زعيم العصابة أسامة عبد الحليم، بأن له شريكا يدعى محمد عبد الستار، وهو صاحب فكرة سرقة الخراف. كما اعترف بأنه قام بسرقة تسعة جزارين حتى الآن، واستولى من الشوادر الخاصة المقامة بجوار محلاتهم على أكثر من خمسمائة خروف، قام ببيعها بأسعار زهيدة لمواطنين عاديين، حيث كشف أن شريكه كان يقوم بالمناداة بصوت عال من خلال ميكروفون يدوي بسيارة تحمل الخراف ليقول: «قرب.. خروف بـ300 جنيه..إلحق الأوكازيون!». يذكر أن أقل ثمن لبيع الخروف الذي يزن 50 كيلوغراما هو 1500 جنيه مصري، وهو ما جعل الخراف التي كانت العصابة تقوم بسرقتها تنفد خلال دقائق معدودة.
أمرت النيابة بحبس المتهمين ومصادرة المبالغ المالية المضبوطة لديهم، وطلبت تحريات المباحث عن أماكن بيع الخراف المسروقة في العمليات السابقة، كما أمرت بتسليم الخراف التي تخص الجزار الأخير.