«خير الكلام ما قل ودل، والممثل المحترف لا تعنيه مساحة الدور أو عدد المشاهد بقدر ما يعنيه التأثير فى دراما العمل ككل».. بهذه الكلمات تحدث الفنان سعيد صالح عن دور مريض الزهايمر الذى قدمه فى فيلم «زهايمر» مع صديق عمره عادل إمام وهو دور من مشهد واحد فقط!
وعلى الرغم من جرعة الكوميديا فى الفيلم فإن هذا المشهد الميلودرامى أثار مشاعر تعاطف وأبكى المشاهدين، حيث يتحدث سعيد خلاله بذاكرة تبدو ضعيفة للغاية ثم يتبول بشكل لا إرادى.
سعيد صالح سبق أن قدم دورا من مشهد واحد فقط مع عادل إمام فى فيلم «أمير الظلام» ولاقى استحسان النقاد والجمهور وقتها.
يقول سعيد صالح: هناك دافعان لقبولى تلك الأدوار، الأول قوة وتأثير هذا المشهد الواحد فى دراما العمل ككل، والثانى صداقة العمر التى تجمعنى بعادل إمام، على الرغم من محاولة بعض الزملاء التفريق بيننا.
أضاف: هذا المشهد شدنى لأنه مكتوب بحرفية بالغة، فبدايته كوميدية ونهايته ميلودراما، الكوميديا فيه بناها المؤلف على نسيان معلومات شخصية ومعلومات عامة، فالشخصية كانت تتصور أن الرئيس جمال العبدالناصر يحكم مصر حتى الآن، والنهاية الميلودرامية بناها المؤلف على أعراض شيخوخة مريض الزهايمر المتمثلة فى إهماله لمظهره ليصبح أقرب إلى المجذوب فضلا عن تبوله بشكل لا إرادى فى ملابسه أثناء حديثه مع صديق قديم.
وأكد سعيد: لم أقابل مريض الزهايمر فى حياتى من قبل، كما لم استشر طبيباً أو متخصصاً فى علاج المخ والأعصاب، وإنما قدمت المشهد طبقا لقراءتى له واتباعا لتوجيهات المخرج، بينما تركت مهمة الاطلاع والاستشارة للمخرج والمؤلف وأعتقد أنهما استعانا بطبيب متخصص وأمدهما بالمعلومات الكافية.
وقال سعيد صالح إن علاقته بهذا الفيلم لا تتعدى ٣ ساعات هى المدة التى قضاها فى التحضير للمشهد ثم تصويره فى دار مسنين، وأضاف: لم نضطر لإعادة التصوير لأننى استمعت جيدا للمخرج وفهمت سياق الفيلم والشخصية، ونجحنا فى تصويرها فى المرة الأولى دون إعادات على الرغم من تركيبة المشهد الجامعة بين الكوميديا والميلودراما.
وعن علاقته بعادل إمام قال سعيد: صداقتنا مستمرة، وهو يزورنى باستمرار، وأعتبر نفسى مقصرا فى حقه أحيانا لأن سكنه بعيد، فى الماضى كنا جيراناً فى شارع البطل أحمد بن عبدالعزيز أما الآن فالمسافات بيننا طويلة لكن صداقتنا لم تتأثر،
لذا لم أرفض له طلبا وبمجرد أن رشحنى للدور ومعه المخرج عمرو عرفة كنت متأكدا من أن الدور مناسب لى لأن عادل يعرفنى جيدا ويعرف أننى لا أهتم بعدد المشاهد، وأكره «الدش عمال على بطال»، كما يحدث فى بعض المسلسلات، وقد كرهت العمل فى التليفزيون بسبب «الرغى» واتخذت قرارا بعدم العمل فى التليفزيون بدءاً من الآن،
لأن الممثل أصبح «يدش ٤٠٠ صفحة» أمام الكاميرا وإذا فحصتها لا تجد فيها جملة واحدة ذات قيمة، وفى رأيى مشهد واحد «زهايمر» أفضل من ٣٠٠ مشهد دراما بلا قيمة، كما أننى أرفض أدواراً كثيرة فى السينما رغم زيادة عدد مشاهدها ورغم أجرها الكبير، لكننى أبحث عن القيمة، خاصة أننى فى سن لا أحتاج فيها للمال أو الشهرة، ولا يهمنى سوى قيمة الدور